معضميّة الشام حكاية تعود بالحصار والدمار وعلويو الشرقية يستهدفونها بالقذائف
مع انطلاق الثورة السورية من محافظة درعا كان شباب معضمية الشام من أوائل من لبّى نداء الحرية فخرجوا نصرة لدرعا في 21/3/2011 و توالت المظاهرات بشكل متزايد منذ ذلك الحين برغم حملات الاعتقال الممنهجة من قبل النظام السوري وسقوط العديد من الشهداء .
إلّا أن هذه المدينة أبت الخنوع فكانت الجمعة العظيمة حيث سقط عدد كبير من المتظاهرين بين شهيد و جريح بعد أن حملوا أغصان الزيتون ليواجههم عناصر الأمن والجيش بالرصاص الحي , وتتالت المظاهرات بعدها حتى تشكلت في المدينة أول كتيبة للجيش الحر فبدأت مرحلة جديدة من النضال وكان رد النظام قاسياً فلم يتردد باستخدام أعتى أنواع الأسلحة من طيران ومدفعية وصواريخ لتشهد المدينة عدة مجازر راح ضحيتها المئات من الشهداء و دماراً هائلاً , رغم ذلك لم تتخلّى المعضمية عن شقيقتها داريا فشارك شبابها في القتال هناك ليستشهد المئات منهم .
نتيجةً لفشل النظام في إخضاع معضمية الشام و كسر إرادة أبنائها قام بفرض حصار مطبق على المدينة مع بداية عام 2013 مانعاً دخول الغذاء , الدواء و حليب الأطفال , واقفاً في وجه دخول المساعدات الأممية لمراتٍ عدّة .
في الرابع والعشرين من شهر تموز الماضي , أطبقت قوات النظام الحصار بشكل كامل على مدينة معضمية الشام , وذلك بعد حوالي خمسة أشهر من منع دخول المواد الغذائية والطبية للمدينة خارقةً الهدنة بينها وبين كتائب الثوار المتواجدة في المنطقة والتي عقدت في 25/12/2013 بعد حصار دام حوالي العام .
ويقطن مدينة المعضمية قرابة ال 44 ألف مدنياً بينهم 6000 آلاف نازح من داريا , وتتعرض المدينة للقصف المدفعي و الصاروخي بشكل شبه يومي من قبل قوات النظام مصدره مقرات الفرقة الرابعة المتواجدة على الجبال المحيطة بالإضافة الى"شبيحة المنطقة الشرقية لمدينة معضمية الشام " , بالتزامن مع اندلاع اشتباكات متقطعة على عدد من جبهات المعضمية .
فبتاريخ 7/8/2015 ارتكبت مليشيات النظام مجزرة بحق المدنيين في المدينة راح ضحيتها ثمانية شهداء نتيجة سقوط قذيفتي هاون على الجهة الجنوبية الشرقية للمدينة .
الوضع الإنساني :
تستمر قوات النظام بإغلاق المعبر الوحيد للمدينة بشكل كامل مانعةً أي شخص من الدخول أو الخروج ناهيك عن استمرار منع دخول أي مساعدات إنسانية أو طبية منذ شباط / فبراير الماضي سوى ما سمحت قوات النظام بإدخاله من المواد الغذائية بتاريخ 19/8/2015 عقب خروج لجنة من المدينة و مقابلتها النظام .
و مع منع الحالات الإنسانية و الإسعافية الطارئة من الخروج و العلاج خارج المدينة يزداد عدد المصابين بحالات نقص التغذية و خصوصاً بين الأطفال ليعيش سكان المدينة تحت رحمة الجوع و قذائف الموت.
هذا و تعيش المدينة بدون كهرباء منذ عام 2012 و بدون ماء و محروقات منذ ستة أشهر في ظل هدنة مزعومة مهمتها سياسية بحتة بغض النظر عن حالة المدنيين الذين لا يملكون ما يطعمون به أنفسهم قبل أطفالهم .
الوضع الطبي :
كارثة طبية حقيقية في ظل انعدام الأدوية والأدوات الطبية اللازمة والضرورية لألاف الأشخاص من الأطفال والنساء والشيوخ ولا سبيل لإنقاذ حياتهم لمنع قوات الأسد إدخال أي نوع منها إذا أن المواد الطبية تعتبرها قوات الأسد من المواد المحرمة والخطيرة . مما أدى إلى تفشي الأمراض كــ التهاب الكبد الوبائي و التهاب السحايا و سوء التغذية (الماراسموس) و الحمى التيفية وكذلك انتشار العديد من الأمراض السارية والمعدية كالتهاب ذات الرئة والأمراض الجرثومية والفيروسية والطفيلية الأخرى وبنسب متفاوتة , فضلاً عن مرضى السكري والقلب والتهاب الشرايين والمفاصل ليكون إجمالي عدد المصابين والمرضى يفوق (4200) مريض , لتجعل جميع هذه الأمراض الكادر الطبي في تحدي كبير أمام هول هذه الكارثة التي جعلته عاجزاً تماماً عن تقديم الواجب لآلاف المرضى على أكمل وجه إذ أنهم لا يمتلكون في المشفى الطبي أدنى مقومات العلاج وإنقاذ الأرواح .
كما وجه الكادر الطبي عدة نداءات إستغاثة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية للضغط على النظام من أجل فتح ممرات انسانية وإخراج الحالات المرضية من المدينة و ما من مجيب .
- SYRCU
- فعالية الانتخابات الشرعية
- تسجيل شكوى
- الانتساب للاتحاد
- النظام الداخلي
- اتصل بالاتحاد
في صفحات موقعنا
أكثر المواضيع تفاعلا