في الذكرة الثالثة لمجزرة علي الوحش **تفاصيل تروى لأول مرة

2017-01-05

 

من زمن الحصار والموت جوعاً.. من جنوب دمشق المحاصر الذي لم يكن يوماً -ومنذ فجر التاريخ- سوى أرض الخصب والحياة والعطاء، تأتي هذه الشهادات، محملة بوقائع سيؤرخ التاريخ لما قبلها وما بعدها لقرون طويلة.

وإذا كان هناك من يعتقد أن ذاكرة الشعوب لا تحتفظ بكل وقائع تاريخها، وأنها قد تنسى، أو قد تحاول يوماً ما أن تردم جروح الماضي التي أصبحت شرخاً عميقاً في ذاكرة الوطن، فإن أحداً لا يستطيع أن يتنبأ أو يطمئن إلى أن السوريون سينسون ما حدث في جنوب دمشق في الثلث الأول من شهر كانون الثاني عام 2014.

الملف التالي، محاولة لتوثيق مجزرة شارع علي الوحش التي ارتكبتها قوات الأسد والميليشيات الشيعية بحق أكثر من 1500 إنسان، لا يزالون مجهولي المصير حتى الآن في زنازين الأسد والميليشيات الطائفية الموالية له، ربما في محاولة منهم لمحو تاريخ ومكان وبشر لم ينتمِوا لهم يوماً!

أعوام ثلاثة مرَّت على مجزرة "شارع علي الوحش" الفاصل بين بلدة يلدا ومنطقة حجيرة في السيدة زينب بريف دمشق الجنوبي، والتي ارتكبتها قوات الأسد والميليشيات الطائفية الشيعية بحق الأهالي المحاصرين في ريف دمشق الجنوبي، والذين اضطروا بعد حصارٍ خانقٍ استمر عدَّة شهور إلى أكل الحشائش ولحوم القطط والكلاب، وارتقى في حينها أكثر من 150 شهيداً من مختلف الفئات العمرية بسبب الجوع، فأصبح البحث عن منافذ للخروج من الحصار هو الحل الوحيد.

أشاعت قوات الأسد وميليشيات حزب الله ولواء أبي الفضل العباس في ذلك الوقت خبر فتح حاجز في شارع علي الوحش أمام المدنيين من الأهالي والسماح لهم بالخروج منه إلى العاصمة دمشق، فتدفق الناس أياماً عديدة إلى الشارع، ليقع المحظور وتغدر بهم تلك الميليشيات المجرمة صباح يوم الأحد 5-1-2014 معتقلةً أكثر من 1500 من رجال المنطقة الجنوبية والذين ما يزال مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة، وتعتدي بالشتائم والضرب على النساء والأطفال وكبار السن، وتجبرهم على العودة إلى داخل الحصار.

وبهذا الأسلوب القذر الذي أدَّى لاعتقال المئات من رجال الجنوب الدمشقي، شرَّدت قوات الأسد وميليشيات الحقد الطائفيَّة مئات العائلات بفقدان معيلهم، وتركهم وحيدين في مقارعة حصارٍ قاتل لا يرحم صغيراً ولا كبيراً.

تفاصيل تروى لأول مرة

روى غ. م الذي كان في سن الرابعة عشر في حينها شهادة مروعة لأحداث المجزرة لربيع ثورة عندما كان برفقة عائلته قائلاً : " كدنا نموت من الجوع ولهذا قرر أبي الخروج رغم علمه بخطورة الأمر" وأضاف غ. م "تجمع الناس لعدة أيام متتالية بالقرب من حاجز علي الوحش من أجل الخروج من الحصار بعد انتشار الموت والأمراض بين المدنيين المحاصرين، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل، باستثناء عدد من العائلات الغنية والتي دفعت أموال طائلة من أجل الخروج عبر وساطات شخصية، وفي صباح يوم الخميس قال أبو جعفر -الشقيق الأصغر لأمير تنظيم الدولة في جنوب دمشق أبو صياح فرامة- للأهالي المتجمعين بالقرب من مكان الخروج عن عدم سماح قوات الأسد لأحد بالخروج، وعلى من يريد الخروج أن يأتي صباح يوم الأحد 5/1/2014، ما جعل الكثير من الأهالي ينامون في الشوارع مساء يوم السبت بانتظار قدوم صباح اليوم التالي من أجل الخروج".

ماذا جرى في صباح الأحد 5-1-2014

"كأنها قامت القيامة" بهذه الكلمات تابع غ. م شهادته لنا مضيفاً "تجمع الناس بطوابير كبيرة، قرب حاجز أبو جعفر طيارة حتى وصلت الطوابير إلى ساحة الكشك في وسط بلدة يلدا من أجل الخروج، وبدأ المدنيون في الساعة السادسة صباحاً يقتربون من الحاجز التي تسيطر عليه قوات الأسد والميليشيات الشيعية، بخطوات خائفة، حتى سمع صوت أحد عناصر قوات الأسد بوضوح وهو يقول مرة: تقدموا، ومرة ثانية: توقفوا" وأضاف "وصل الأهالي إلى حاجز قوات الأسد، والميليشيات الشيعية، في البداية كانت المعاملة جيدة وبدأ عناصر الحاجز يطعمون الأهالي وأطفالهم قليلاً من الطعام والخبز، ما جعل الأهالي المترددين بالخروج يتوافدون بسرعة رهيبة إلى الحاجز، وفي الساعة العاشرة بدأ عناصر الحاجز بفصل الشباب عن الأطفال والنساء وكبار السن، ومصادرة الأموال وأجهزة الاتصال والهويات الشخصية والأوراق الثبوتية، ووضعوا الشباب وبعض كبار السن في أماكن خاصة، واعتقلوا والدي ووضعوه في سيارة فان مغلقة، وعند الساعة الثانية عشرة ظهراً تغير عناصر الحاجز، وبدأت تأتي عناصر تلبس زياً عسكري يحمل شعارات ميليشيا حزب الله اللبناني والشرطة العسكرية التابعة لقوات الأسد، ليبدأ بعدها الإذلال والتعذيب للأطفال والنساء وكبار السن، وضربهم بكابلات الكهرباء البلاستيكية، بعد إدخالهم إلى مسجد السيدة فاطمة القريب من الحاجز، والذي كان قد دُنِّسَ في وقتٍ سابق بعد أن رميت المصاحف على أرضيته، أما الشباب والأطفال الذين تجاوزوا سن الخامسة عشر تعرضوا للضرب والتنكيل وعوملوا في الذكرة الثالثة لمجزرة علي الوحش.. تفاصيل تروى لأول مرة

 

من زمن الحصار والموت جوعاً.. من جنوب دمشق المحاصر الذي لم يكن يوماً -ومنذ فجر التاريخ- سوى أرض الخصب والحياة والعطاء، تأتي هذه الشهادات، محملة بوقائع سيؤرخ التاريخ لما قبلها وما بعدها لقرون طويلة.

 

وإذا كان هناك من يعتقد أن ذاكرة الشعوب لا تحتفظ بكل وقائع تاريخها، وأنها قد تنسى، أو قد تحاول يوماً ما أن تردم جروح الماضي التي أصبحت شرخاً عميقاً في ذاكرة الوطن، فإن أحداً لا يستطيع أن يتنبأ أو يطمئن إلى أن السوريون سينسون ما حدث في جنوب دمشق في الثلث الأول من شهر كانون الثاني عام 2014.

 

الملف التالي، محاولة لتوثيق مجزرة شارع علي الوحش التي ارتكبتها قوات الأسد والميليشيات الشيعية بحق أكثر من 1500 إنسان، لا يزالون مجهولي المصير حتى الآن في زنازين الأسد والميليشيات الطائفية الموالية له، ربما في محاولة منهم لمحو تاريخ ومكان وبشر لم ينتمِوا لهم يوماً!

 

أعوام ثلاثة مرَّت على مجزرة "شارع علي الوحش" الفاصل بين بلدة يلدا ومنطقة حجيرة في السيدة زينب بريف دمشق الجنوبي، والتي ارتكبتها قوات الأسد والميليشيات الطائفية الشيعية بحق الأهالي المحاصرين في ريف دمشق الجنوبي، والذين اضطروا بعد حصارٍ خانقٍ استمر عدَّة شهور إلى أكل الحشائش ولحوم القطط والكلاب، وارتقى في حينها أكثر من 150 شهيداً من مختلف الفئات العمرية بسبب الجوع، فأصبح البحث عن منافذ للخروج من الحصار هو الحل الوحيد.

 

أشاعت قوات الأسد وميليشيات حزب الله ولواء أبي الفضل العباس في ذلك الوقت خبر فتح حاجز في شارع علي الوحش أمام المدنيين من الأهالي والسماح لهم بالخروج منه إلى العاصمة دمشق، فتدفق الناس أياماً عديدة إلى الشارع، ليقع المحظور وتغدر بهم تلك الميليشيات المجرمة صباح يوم الأحد 5-1-2014 معتقلةً أكثر من 1500 من رجال المنطقة الجنوبية والذين ما يزال مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة، وتعتدي بالشتائم والضرب على النساء والأطفال وكبار السن، وتجبرهم على العودة إلى داخل الحصار.

 

وبهذا الأسلوب القذر الذي أدَّى لاعتقال المئات من رجال الجنوب الدمشقي، شرَّدت قوات الأسد وميليشيات الحقد الطائفيَّة مئات العائلات بفقدان معيلهم، وتركهم وحيدين في مقارعة حصارٍ قاتل لا يرحم صغيراً ولا كبيراً.

 

تفاصيل تروى لأول مرة

 

روى غ. م الذي كان في سن الرابعة عشر في حينها شهادة مروعة لأحداث المجزرة لربيع ثورة عندما كان برفقة عائلته قائلاً : " كدنا نموت من الجوع ولهذا قرر أبي الخروج رغم علمه بخطورة الأمر" وأضاف غ. م "تجمع الناس لعدة أيام متتالية بالقرب من حاجز علي الوحش من أجل الخروج من الحصار بعد انتشار الموت والأمراض بين المدنيين المحاصرين، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل، باستثناء عدد من العائلات الغنية والتي دفعت أموال طائلة من أجل الخروج عبر وساطات شخصية، وفي صباح يوم الخميس قال أبو جعفر -الشقيق الأصغر لأمير تنظيم الدولة في جنوب دمشق أبو صياح فرامة- للأهالي المتجمعين بالقرب من مكان الخروج عن عدم سماح قوات الأسد لأحد بالخروج، وعلى من يريد الخروج أن يأتي صباح يوم الأحد 5/1/2014، ما جعل الكثير من الأهالي ينامون في الشوارع مساء يوم السبت بانتظار قدوم صباح اليوم التالي من أجل الخروج".

 

ماذا جرى في صباح الأحد 5-1-2014

 

"كأنها قامت القيامة" بهذه الكلمات تابع غ. م شهادته لنا مضيفاً "تجمع الناس بطوابير كبيرة، قرب حاجز أبو جعفر طيارة حتى وصلت الطوابير إلى ساحة الكشك في وسط بلدة يلدا من أجل الخروج، وبدأ المدنيون في الساعة السادسة صباحاً يقتربون من الحاجز التي تسيطر عليه قوات الأسد والميليشيات الشيعية، بخطوات خائفة، حتى سمع صوت أحد عناصر قوات الأسد بوضوح وهو يقول مرة: تقدموا، ومرة ثانية: توقفوا" وأضاف "وصل الأهالي إلى حاجز قوات الأسد، والميليشيات الشيعية، في البداية كانت المعاملة جيدة وبدأ عناصر الحاجز يطعمون الأهالي وأطفالهم قليلاً من الطعام والخبز، ما جعل الأهالي المترددين بالخروج يتوافدون بسرعة رهيبة إلى الحاجز، وفي الساعة العاشرة بدأ عناصر الحاجز بفصل الشباب عن الأطفال والنساء وكبار السن، ومصادرة الأموال وأجهزة الاتصال والهويات الشخصية والأوراق الثبوتية، ووضعوا الشباب وبعض كبار السن في أماكن خاصة، واعتقلوا والدي ووضعوه في سيارة فان مغلقة، وعند الساعة الثانية عشرة ظهراً تغير عناصر الحاجز، وبدأت تأتي عناصر تلبس زياً عسكري يحمل شعارات ميليشيا حزب الله اللبناني والشرطة العسكرية التابعة لقوات الأسد، ليبدأ بعدها الإذلال والتعذيب للأطفال والنساء وكبار السن، وضربهم بكابلات الكهرباء البلاستيكية، بعد إدخالهم إلى مسجد السيدة فاطمة القريب من الحاجز، والذي كان قد دُنِّسَ في وقتٍ سابق بعد أن رميت المصاحف على أرضيته، أما الشباب والأطفال الذين تجاوزوا سن الخامسة عشر تعرضوا للضرب والتنكيل وعوملوا معاملة وحشية وإجرامية تحت ذريعة الانتقام والثأر للحسين بن علي وزين العابدين".

الميليشيات أطعمت الأطفال بقايا طعامها وصادرت الوثائق الشخصية..

من جهتها قالت السيدة سهى. د "عند وصولنا إلى الحاجز الذي يقع تحت سيطرة قوات الأسد والميليشيات الشيعية، بدأ العناصر بإلقاء قطع صغيرة من الخبز وعدد قليل من المعلبات للأطفال والنساء، ما جعل الأطفال يسرعون من أجل الوصول إليها" وأضافت السيدة سهى "بدأ الأطفال الصغار الذين لم يحصلوا على الطعام والخبز بالبكاء" وأكدت أن "عدداً من العناصر قالوا لنا سوف نقوم بنقلكم إلى المدارس وسنطعمكم الخبز، فتفاءلت قليلاً، ثم بدأ العناصر بعدها بفصل النساء عن الشباب، وضربوا الشباب ووضعوهم بسيارات كبيرة ورحلوهم".

وفي شهادة للطفل محمد. م قال: "بعد وصول الدفعة الأولى إلى مناطق سيطرة الميليشيات، وصلت أنا وأمي مع الدفعة الثانية، وقدم لنا عناصر الحاجز طعاماً من بقايا لحوم الدجاج وعظامها -فروج بروستد-، وبعدها ألقوا لنا قطع من الخبز اليابس وعبوات مفتوحة من المايونيز، وسارع الأطفال والنساء للحصول عليها، ثم أخذ عناصر الحاجز الهويات الشخصية، وقالوا لنا سنذبح كل من نجد بحوزته موبايل، ثم فتشوا الحقائب، وقالوا لنا أنهم سيسمحون لنا بالمرور بعد تجاوز الساتر الترابي، وبعدها سنستطيع الذهاب إلى حيث نريد"

وأضاف الطفل محمد "انتظرنا قليلاً من الوقت حتى أتى أحد الضباط وبيده حزام بلاستيكي وصار يضرب النساء به، وبعدها قال عودوا إلى داعش، ثم بدؤوا بتجميع الرجال وضربهم بأخامص البنادق، وإطلاق النار في الهواء من أجل بث الرعب بين الأطفال والنساء، وأمروا النساء والأطفال بالعودة إلى النقطة التي خرجوا منها، والتي كانت تقع تحت سيطرة تنظيم داعش في حينها".

ممارسات قوات الأسد والميليشيات الشيعية بحق الشباب وكبار السن

وحول ما ارتكبته قوات الأسد والميليشيات الشيعية الحليفة لها بحق الرجال من كبار السن قال الحاج أبو أحمد "خرجنا مع الكثير من الأهالي وفي البداية رحب بنا عناصر الحاجز، لكن بعد مرور ساعتين أخذوا منا هوياتنا وأورقنا الشخصية والموبايلات والأموال على أنها ستبقى في صندوق الأمانات" ومن ثم أدخلوا الشباب إلى مستودعات كبيرة وأغلقوها عليهم" وأضاف أبو أحمد "عندما بدأت قوات الأسد والميليشيات الشيعية بإقفال المحلات والمستودعات على الشباب، صرخت إحدى النساء "ارجعوا عم يعتقلوا الشباب" من أجل تنبيه بقية الشباب الذين يمكنهم الهروب، فاعتقلها أحد العناصر مع ابنتها، ثم اعتقلت أنا ورجل آخر من عائلة غندور بعد عصر ذلك اليوم من قبل عنصرين، ووضعونا مع بقية الشباب، ثم احضروا عدداً من السيارات، وأمروا الجميع بالصعود إليها وترك حقائبهم في مكانها، ونقلونا من حاجز علي الوحش إلى حاجز الكابلات في بلدة السبينة" وقال أبو أحمد "فصلت عناصر قوات الأسد والميليشيات الحليفة له الشباب عن كبار السن، ووصل عدد كبار السن إلى قرابة 170، ووضعونا في مستودع كبير، وقاموا بنقل الشباب إلى جهة مجهولة" وأكد أبو أحمد أنه تعرض مع من كان معه إلى التعذيب والإذلال والترهيب النفسي والشتم".

كيف عاد كبار السن عبر حاجز بردى وأين اختفى الشباب..

وتحدث الحاج أبو أحمد عن ساعات لا يمكن أن ينسها ما دام به عرق ينبض قائلاً "بعد نحو ثلاثة ساعات وزع عناصر من قوات الأسد والميليشيات الشيعية قطع صغيرة من الخبز على عدد من كبار السن، وعندما طلب أحد المسننين من الذين لم يحصلوا على الخبز قطعة منه، قال له أحد العناصر اذهب إلى الجيش الحر والإرهابيين من أجل أن يطعموك، وألقى الخبز على الأرض وداس عليه، ثم أتى أحد العناصر وضرب أحد المسنين من أهالي بلدة البويضة ضرباً شديداً" وأضاف أبو أحمد "بعد ساعات طويلة من الانتظار، جاء أحد العناصر وقال لنا، أنتم كبار في السن ولا حاجة لنا بكم، وسنعيدكم إلى بلداتكم، وسنجهز قوائم بأسمائكم من أجل أن تعودوا، ثم نقلونا إلى حاجز بردى الواقع بين منطقة الحجر الأسود وبلدة السبينة، وانزلونا هناك، ثم قالوا لنا، ضعوا وجوهكم على الحائط، فتشهَّد الجميع ظناً أنهم سيطلقون النار علينا قائلين "أشهد أن لا إله إلا الله"، لكنهم لم يطلقوا الرصاص، وكانوا يريدون إخافتنا فقط" وفي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، سأل أحد الضباط أحد عناصره هل اكتمل العدد، فأجابه العنصر نعم اكتمل، ثم قال لنا الضابط ارجعوا وعودوا إلى الإرهابين من أجل أن يطعموكم" وأشار الحاج أبو أحمد إلى أن المنطقة التي عادوا منها مقنوصة، وكانت حالة من الرعب الشديد تسود جميع الأشخاص الموجودين حتى لحظة وصلنا إلى حي الحجر الأسود، وعندها أحسسنا وكأن الحياة كتبت لنا من جديد".

لم تكن مجزرة شارع علي الوحش أولى المجازر التي ارتكبتها قوات الأسد الوحشية وميليشيات إيران الطائفية ضد الشعب السوري، كما لم تكن آخرها بالتأكيد، فقد سبقتها مجازر عديدة وتلتها مجازر كثيرة، لا في الذكرة الثالثة لمجزرة علي الوحش.. تفاصيل تروى لأول مرة

 

من زمن الحصار والموت جوعاً.. من جنوب دمشق المحاصر الذي لم يكن يوماً -ومنذ فجر التاريخ- سوى أرض الخصب والحياة والعطاء، تأتي هذه الشهادات، محملة بوقائع سيؤرخ التاريخ لما قبلها وما بعدها لقرون طويلة.

 

وإذا كان هناك من يعتقد أن ذاكرة الشعوب لا تحتفظ بكل وقائع تاريخها، وأنها قد تنسى، أو قد تحاول يوماً ما أن تردم جروح الماضي التي أصبحت شرخاً عميقاً في ذاكرة الوطن، فإن أحداً لا يستطيع أن يتنبأ أو يطمئن إلى أن السوريون سينسون ما حدث في جنوب دمشق في الثلث الأول من شهر كانون الثاني عام 2014.

 

الملف التالي، محاولة لتوثيق مجزرة شارع علي الوحش التي ارتكبتها قوات الأسد والميليشيات الشيعية بحق أكثر من 1500 إنسان، لا يزالون مجهولي المصير حتى الآن في زنازين الأسد والميليشيات الطائفية الموالية له، ربما في محاولة منهم لمحو تاريخ ومكان وبشر لم ينتمِوا لهم يوماً!

 

أعوام ثلاثة مرَّت على مجزرة "شارع علي الوحش" الفاصل بين بلدة يلدا ومنطقة حجيرة في السيدة زينب بريف دمشق الجنوبي، والتي ارتكبتها قوات الأسد والميليشيات الطائفية الشيعية بحق الأهالي المحاصرين في ريف دمشق الجنوبي، والذين اضطروا بعد حصارٍ خانقٍ استمر عدَّة شهور إلى أكل الحشائش ولحوم القطط والكلاب، وارتقى في حينها أكثر من 150 شهيداً من مختلف الفئات العمرية بسبب الجوع، فأصبح البحث عن منافذ للخروج من الحصار هو الحل الوحيد.

 

أشاعت قوات الأسد وميليشيات حزب الله ولواء أبي الفضل العباس في ذلك الوقت خبر فتح حاجز في شارع علي الوحش أمام المدنيين من الأهالي والسماح لهم بالخروج منه إلى العاصمة دمشق، فتدفق الناس أياماً عديدة إلى الشارع، ليقع المحظور وتغدر بهم تلك الميليشيات المجرمة صباح يوم الأحد 5-1-2014 معتقلةً أكثر من 1500 من رجال المنطقة الجنوبية والذين ما يزال مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة، وتعتدي بالشتائم والضرب على النساء والأطفال وكبار السن، وتجبرهم على العودة إلى داخل الحصار.

 

وبهذا الأسلوب القذر الذي أدَّى لاعتقال المئات من رجال الجنوب الدمشقي، شرَّدت قوات الأسد وميليشيات الحقد الطائفيَّة مئات العائلات بفقدان معيلهم، وتركهم وحيدين في مقارعة حصارٍ قاتل لا يرحم صغيراً ولا كبيراً.

 

تفاصيل تروى لأول مرة

 

روى غ. م الذي كان في سن الرابعة عشر في حينها شهادة مروعة لأحداث المجزرة لربيع ثورة عندما كان برفقة عائلته قائلاً : " كدنا نموت من الجوع ولهذا قرر أبي الخروج رغم علمه بخطورة الأمر" وأضاف غ. م "تجمع الناس لعدة أيام متتالية بالقرب من حاجز علي الوحش من أجل الخروج من الحصار بعد انتشار الموت والأمراض بين المدنيين المحاصرين، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل، باستثناء عدد من العائلات الغنية والتي دفعت أموال طائلة من أجل الخروج عبر وساطات شخصية، وفي صباح يوم الخميس قال أبو جعفر -الشقيق الأصغر لأمير تنظيم الدولة في جنوب دمشق أبو صياح فرامة- للأهالي المتجمعين بالقرب من مكان الخروج عن عدم سماح قوات الأسد لأحد بالخروج، وعلى من يريد الخروج أن يأتي صباح يوم الأحد 5/1/2014، ما جعل الكثير من الأهالي ينامون في الشوارع مساء يوم السبت بانتظار قدوم صباح اليوم التالي من أجل الخروج".

 

ماذا جرى في صباح الأحد 5-1-2014

 

"كأنها قامت القيامة" بهذه الكلمات تابع غ. م شهادته لنا مضيفاً "تجمع الناس بطوابير كبيرة، قرب حاجز أبو جعفر طيارة حتى وصلت الطوابير إلى ساحة الكشك في وسط بلدة يلدا من أجل الخروج، وبدأ المدنيون في الساعة السادسة صباحاً يقتربون من الحاجز التي تسيطر عليه قوات الأسد والميليشيات الشيعية، بخطوات خائفة، حتى سمع صوت أحد عناصر قوات الأسد بوضوح وهو يقول مرة: تقدموا، ومرة ثانية: توقفوا" وأضاف "وصل الأهالي إلى حاجز قوات الأسد، والميليشيات الشيعية، في البداية كانت المعاملة جيدة وبدأ عناصر الحاجز يطعمون الأهالي وأطفالهم قليلاً من الطعام والخبز، ما جعل الأهالي المترددين بالخروج يتوافدون بسرعة رهيبة إلى الحاجز، وفي الساعة العاشرة بدأ عناصر الحاجز بفصل الشباب عن الأطفال والنساء وكبار السن، ومصادرة الأموال وأجهزة الاتصال والهويات الشخصية والأوراق الثبوتية، ووضعوا الشباب وبعض كبار السن في أماكن خاصة، واعتقلوا والدي ووضعوه في سيارة فان مغلقة، وعند الساعة الثانية عشرة ظهراً تغير عناصر الحاجز، وبدأت تأتي عناصر تلبس زياً عسكري يحمل شعارات ميليشيا حزب الله اللبناني والشرطة العسكرية التابعة لقوات الأسد، ليبدأ بعدها الإذلال والتعذيب للأطفال والنساء وكبار السن، وضربهم بكابلات الكهرباء البلاستيكية، بعد إدخالهم إلى مسجد السيدة فاطمة القريب من الحاجز، والذي كان قد دُنِّسَ في وقتٍ سابق بعد أن رميت المصاحف على أرضيته، أما الشباب والأطفال الذين تجاوزوا سن الخامسة عشر تعرضوا للضرب والتنكيل وعوملوا في الذكرة الثالثة لمجزرة علي الوحش.. تفاصيل تروى لأول مرة

 

 

 

من زمن الحصار والموت جوعاً.. من جنوب دمشق المحاصر الذي لم يكن يوماً -ومنذ فجر التاريخ- سوى أرض الخصب والحياة والعطاء، تأتي هذه الشهادات، محملة بوقائع سيؤرخ التاريخ لما قبلها وما بعدها لقرون طويلة.

 

 

 

وإذا كان هناك من يعتقد أن ذاكرة الشعوب لا تحتفظ بكل وقائع تاريخها، وأنها قد تنسى، أو قد تحاول يوماً ما أن تردم جروح الماضي التي أصبحت شرخاً عميقاً في ذاكرة الوطن، فإن أحداً لا يستطيع أن يتنبأ أو يطمئن إلى أن السوريون سينسون ما حدث في جنوب دمشق في الثلث الأول من شهر كانون الثاني عام 2014.

 

 

 

الملف التالي، محاولة لتوثيق مجزرة شارع علي الوحش التي ارتكبتها قوات الأسد والميليشيات الشيعية بحق أكثر من 1500 إنسان، لا يزالون مجهولي المصير حتى الآن في زنازين الأسد والميليشيات الطائفية الموالية له، ربما في محاولة منهم لمحو تاريخ ومكان وبشر لم ينتمِوا لهم يوماً!

 

 

 

أعوام ثلاثة مرَّت على مجزرة "شارع علي الوحش" الفاصل بين بلدة يلدا ومنطقة حجيرة في السيدة زينب بريف دمشق الجنوبي، والتي ارتكبتها قوات الأسد والميليشيات الطائفية الشيعية بحق الأهالي المحاصرين في ريف دمشق الجنوبي، والذين اضطروا بعد حصارٍ خانقٍ استمر عدَّة شهور إلى أكل الحشائش ولحوم القطط والكلاب، وارتقى في حينها أكثر من 150 شهيداً من مختلف الفئات العمرية بسبب الجوع، فأصبح البحث عن منافذ للخروج من الحصار هو الحل الوحيد.

 

 

 

أشاعت قوات الأسد وميليشيات حزب الله ولواء أبي الفضل العباس في ذلك الوقت خبر فتح حاجز في شارع علي الوحش أمام المدنيين من الأهالي والسماح لهم بالخروج منه إلى العاصمة دمشق، فتدفق الناس أياماً عديدة إلى الشارع، ليقع المحظور وتغدر بهم تلك الميليشيات المجرمة صباح يوم الأحد 5-1-2014 معتقلةً أكثر من 1500 من رجال المنطقة الجنوبية والذين ما يزال مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة، وتعتدي بالشتائم والضرب على النساء والأطفال وكبار السن، وتجبرهم على العودة إلى داخل الحصار.

 

 

 

وبهذا الأسلوب القذر الذي أدَّى لاعتقال المئات من رجال الجنوب الدمشقي، شرَّدت قوات الأسد وميليشيات الحقد الطائفيَّة مئات العائلات بفقدان معيلهم، وتركهم وحيدين في مقارعة حصارٍ قاتل لا يرحم صغيراً ولا كبيراً.

 

 

 

تفاصيل تروى لأول مرة

 

 

 

روى غ. م الذي كان في سن الرابعة عشر في حينها شهادة مروعة لأحداث المجزرة لربيع ثورة عندما كان برفقة عائلته قائلاً : " كدنا نموت من الجوع ولهذا قرر أبي الخروج رغم علمه بخطورة الأمر" وأضاف غ. م "تجمع الناس لعدة أيام متتالية بالقرب من حاجز علي الوحش من أجل الخروج من الحصار بعد انتشار الموت والأمراض بين المدنيين المحاصرين، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل، باستثناء عدد من العائلات الغنية والتي دفعت أموال طائلة من أجل الخروج عبر وساطات شخصية، وفي صباح يوم الخميس قال أبو جعفر -الشقيق الأصغر لأمير تنظيم الدولة في جنوب دمشق أبو صياح فرامة- للأهالي المتجمعين بالقرب من مكان الخروج عن عدم سماح قوات الأسد لأحد بالخروج، وعلى من يريد الخروج أن يأتي صباح يوم الأحد 5/1/2014، ما جعل الكثير من الأهالي ينامون في الشوارع مساء يوم السبت بانتظار قدوم صباح اليوم التالي من أجل الخروج".

 

 

 

ماذا جرى في صباح الأحد 5-1-2014

 

 

 

"كأنها قامت القيامة" بهذه الكلمات تابع غ. م شهادته لنا مضيفاً "تجمع الناس بطوابير كبيرة، قرب حاجز أبو جعفر طيارة حتى وصلت الطوابير إلى ساحة الكشك في وسط بلدة يلدا من أجل الخروج، وبدأ المدنيون في الساعة السادسة صباحاً يقتربون من الحاجز التي تسيطر عليه قوات الأسد والميليشيات الشيعية، بخطوات خائفة، حتى سمع صوت أحد عناصر قوات الأسد بوضوح وهو يقول مرة: تقدموا، ومرة ثانية: توقفوا" وأضاف "وصل الأهالي إلى حاجز قوات الأسد، والميليشيات الشيعية، في البداية كانت المعاملة جيدة وبدأ عناصر الحاجز يطعمون الأهالي وأطفالهم قليلاً من الطعام والخبز، ما جعل الأهالي المترددين بالخروج يتوافدون بسرعة رهيبة إلى الحاجز، وفي الساعة العاشرة بدأ عناصر الحاجز بفصل الشباب عن الأطفال والنساء وكبار السن، ومصادرة الأموال وأجهزة الاتصال والهويات الشخصية والأوراق الثبوتية، ووضعوا الشباب وبعض كبار السن في أماكن خاصة، واعتقلوا والدي ووضعوه في سيارة فان مغلقة، وعند الساعة الثانية عشرة ظهراً تغير عناصر الحاجز، وبدأت تأتي عناصر تلبس زياً عسكري يحمل شعارات ميليشيا حزب الله اللبناني والشرطة العسكرية التابعة لقوات الأسد، ليبدأ بعدها الإذلال والتعذيب للأطفال والنساء وكبار السن، وضربهم بكابلات الكهرباء البلاستيكية، بعد إدخالهم إلى مسجد السيدة فاطمة القريب من الحاجز، والذي كان قد دُنِّسَ في وقتٍ سابق بعد أن رميت المصاحف على أرضيته، أما الشباب والأطفال الذين تجاوزوا سن الخامسة عشر تعرضوا للضرب والتنكيل وعوملوا معاملة وحشية وإجرامية تحت ذريعة الانتقام والثأر للحسين بن علي وزين العابدين".

 

الميليشيات أطعمت الأطفال بقايا طعامها وصادرت الوثائق الشخصية..

 

من جهتها قالت السيدة سهى. د "عند وصولنا إلى الحاجز الذي يقع تحت سيطرة قوات الأسد والميليشيات الشيعية، بدأ العناصر بإلقاء قطع صغيرة من الخبز وعدد قليل من المعلبات للأطفال والنساء، ما جعل الأطفال يسرعون من أجل الوصول إليها" وأضافت السيدة سهى "بدأ الأطفال الصغار الذين لم يحصلوا على الطعام والخبز بالبكاء" وأكدت أن "عدداً من العناصر قالوا لنا سوف نقوم بنقلكم إلى المدارس وسنطعمكم الخبز، فتفاءلت قليلاً، ثم بدأ العناصر بعدها بفصل النساء عن الشباب، وضربوا الشباب ووضعوهم بسيارات كبيرة ورحلوهم".

 

وفي شهادة للطفل محمد. م قال: "بعد وصول الدفعة الأولى إلى مناطق سيطرة الميليشيات، وصلت أنا وأمي مع الدفعة الثانية، وقدم لنا عناصر الحاجز طعاماً من بقايا لحوم الدجاج وعظامها -فروج بروستد-، وبعدها ألقوا لنا قطع من الخبز اليابس وعبوات مفتوحة من المايونيز، وسارع الأطفال والنساء للحصول عليها، ثم أخذ عناصر الحاجز الهويات الشخصية، وقالوا لنا سنذبح كل من نجد بحوزته موبايل، ثم فتشوا الحقائب، وقالوا لنا أنهم سيسمحون لنا بالمرور بعد تجاوز الساتر الترابي، وبعدها سنستطيع الذهاب إلى حيث نريد"

 

وأضاف الطفل محمد "انتظرنا قليلاً من الوقت حتى أتى أحد الضباط وبيده حزام بلاستيكي وصار يضرب النساء به، وبعدها قال عودوا إلى داعش، ثم بدؤوا بتجميع الرجال وضربهم بأخامص البنادق، وإطلاق النار في الهواء من أجل بث الرعب بين الأطفال والنساء، وأمروا النساء والأطفال بالعودة إلى النقطة التي خرجوا منها، والتي كانت تقع تحت سيطرة تنظيم داعش في حينها".

 

ممارسات قوات الأسد والميليشيات الشيعية بحق الشباب وكبار السن

 

وحول ما ارتكبته قوات الأسد والميليشيات الشيعية الحليفة لها بحق الرجال من كبار السن قال الحاج أبو أحمد "خرجنا مع الكثير من الأهالي وفي البداية رحب بنا عناصر الحاجز، لكن بعد مرور ساعتين أخذوا منا هوياتنا وأورقنا الشخصية والموبايلات والأموال على أنها ستبقى في صندوق الأمانات" ومن ثم أدخلوا الشباب إلى مستودعات كبيرة وأغلقوها عليهم" وأضاف أبو أحمد "عندما بدأت قوات الأسد والميليشيات الشيعية بإقفال المحلات والمستودعات على الشباب، صرخت إحدى النساء "ارجعوا عم يعتقلوا الشباب" من أجل تنبيه بقية الشباب الذين يمكنهم الهروب، فاعتقلها أحد العناصر مع ابنتها، ثم اعتقلت أنا ورجل آخر من عائلة غندور بعد عصر ذلك اليوم من قبل عنصرين، ووضعونا مع بقية الشباب، ثم احضروا عدداً من السيارات، وأمروا الجميع بالصعود إليها وترك حقائبهم في مكانها، ونقلونا من حاجز علي الوحش إلى حاجز الكابلات في بلدة السبينة" وقال أبو أحمد "فصلت عناصر قوات الأسد والميليشيات الحليفة له الشباب عن كبار السن، ووصل عدد كبار السن إلى قرابة 170، ووضعونا في مستودع كبير، وقاموا بنقل الشباب إلى جهة مجهولة" وأكد أبو أحمد أنه تعرض مع من كان معه إلى التعذيب والإذلال والترهيب النفسي والشتم".

 

كيف عاد كبار السن عبر حاجز بردى وأين اختفى الشباب..

 

وتحدث الحاج أبو أحمد عن ساعات لا يمكن أن ينسها ما دام به عرق ينبض قائلاً "بعد نحو ثلاثة ساعات وزع عناصر من قوات الأسد والميليشيات الشيعية قطع صغيرة من الخبز على عدد من كبار السن، وعندما طلب أحد المسننين من الذين لم يحصلوا على الخبز قطعة منه، قال له أحد العناصر اذهب إلى الجيش الحر والإرهابيين من أجل أن يطعموك، وألقى الخبز على الأرض وداس عليه، ثم أتى أحد العناصر وضرب أحد المسنين من أهالي بلدة البويضة ضرباً شديداً" وأضاف أبو أحمد "بعد ساعات طويلة من الانتظار، جاء أحد العناصر وقال لنا، أنتم كبار في السن ولا حاجة لنا بكم، وسنعيدكم إلى بلداتكم، وسنجهز قوائم بأسمائكم من أجل أن تعودوا، ثم نقلونا إلى حاجز بردى الواقع بين منطقة الحجر الأسود وبلدة السبينة، وانزلونا هناك، ثم قالوا لنا، ضعوا وجوهكم على الحائط، فتشهَّد الجميع ظناً أنهم سيطلقون النار علينا قائلين "أشهد أن لا إله إلا الله"، لكنهم لم يطلقوا الرصاص، وكانوا يريدون إخافتنا فقط" وفي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، سأل أحد الضباط أحد عناصره هل اكتمل العدد، فأجابه العنصر نعم اكتمل، ثم قال لنا الضابط ارجعوا وعودوا إلى الإرهابين من أجل أن يطعموكم" وأشار الحاج أبو أحمد إلى أن المنطقة التي عادوا منها مقنوصة، وكانت حالة من الرعب الشديد تسود جميع الأشخاص الموجودين حتى لحظة وصلنا إلى حي الحجر الأسود، وعندها أحسسنا وكأن الحياة كتبت لنا من جديد".

 

لم تكن مجزرة شارع علي الوحش أولى المجازر التي ارتكبتها قوات الأسد الوحشية وميليشيات إيران الطائفية ضد الشعب السوري، كما لم تكن آخرها بالتأكيد، فقد سبقتها مجازر عديدة وتلتها مجازر كثيرة، لا زالت مستمرة حتى اللحظة في حلب وإدلب والغوطة الشرقية، ومناطق أخرى، وكل ذلك مر ويمر في ظل صمت عالمي وعربي يندى له جبين الإنسانية.

5-1-2017

    تصـويت الموقع

    ماهو الدور الذي مازال يطلبه الشعب السوري اليوم من المجتمع الدولي
  • الاعتراف الحقيقي بالثورة السورية
  • المساعدة المدنية و اللوجستية
  • التدخل العسكري
  • رفع الغطاء عن نظام الأسد

    اشترك بالنشرة البريدية