مهزلة الانتخابات الرئاسية :تفاصيل الحملة الانتخابية لنظام الأسد

مع اقتراب موعد مهزلة الانتخابات الرئاسية في سوريا التي أعلن موعدها رئيس مجلس الشعب جهاد اللحام في الثالث من حزيران العام الحالي، بدأ النظام السوري الترويج لتمديد فترة الحكم للرئيس الحالي " بشار الأسد ". و شملت تلك الحملة تغير في تعامل قوات النظام مع سكان دمشق، و طلي أبواب المحال و الجدران في الشوارع و غيرها من الإصلاحات التي يحاول النظام السوري تخفيف نقمة الشعب في هذه الفترة من خلالها .

 حواجز النظام تحسن معاملتها مع المدنيين 

تغيرت معاملة عناصر الحواجز المنتشرة في شوارع دمشق مع المواطنين خلال الفترة الماضية ، حيث أنهم يحاولون التودد للمدنيين و عدم ارتكاب إساءاتٍ بحقهم . كما أن الأجهزة الأمنية خففت في المرحلة الماضية من عمليات الدهم و الاعتقال لبيوت المدنيين  في أحياء دمشق بنسبةٍ كبيرة . أبو قصي ناشط إعلامي في دمشق يرى أن النظام يحاول تهدئة المدنيين في الفترة الزمنية خوفاً من وقوع عمليات داخل دمشق تؤثر على التمثيلية التي يقوم بها . ويعلق الناشط على تغير معاملة الحواجز مع أهالي دمشق قائلاً :" سكان مدينة دمشق يلاحظون تحسن سلوك العناصر مع المدنيين ، و هذا ما يدل على أوامر من الأفرع الأمنية للعناصر للقيام بذلك ."

 وعودٌِ بزيادة الرواتب و تخفيض أسعار مشتقات النفط 

إضافة إلى التغير في معاملة الحواجز التابعة للنظام السوري مع الأهالي ، يعمل النظام على نشر شائعةٍ بين الموظفين العاملين في القطاع الحكومي عن نيته زيادة الرواتب بنسبة خمسين بالمئة . إلا انه لم يصدر حتى الآن أي تصريحٍ رسمي من مؤسسات الدولة بهذا الخصوص . كما يرى متابعون لوسائل الإعلام التابعة للنظام أنه سيلجأ إلى رشوة المدنيين عبر تخفيض  أسعار النفط و مشتقاته .

أحد العاملين في جمعية حماية المستهلك التابعة لوزارة الاقتصاد يقول أنه بعد قرار رفع أسعار النفط عملت صحيفة الوطن التابعة لـ" رامي مخلوف " أحد أقارب الرئيس السوري على استنكار هذا القرار مطالبةً الحكومة السورية بالتراجع عنه . ويضيف :" رفع رئيس جمعية حماية المستهلك كتاباً لرئاسة حكومة ، يطال فيها الأخيرة بالعدول عن قرار رفع سعر ليتر البنزين، لما يحمله من تداعيات سلبية على معيشة المواطنين." ويعلق المصدر على ذلك قائلاً :" يحاولون إيهام المواطنين بالعمل على حل مشاكلهم في إطار مؤسساتي قانوني ، إلا ان ذلك لا يتجاوز كونه تمثيلية يحاولون فيها تخفيف الضغط على الأهالي بعد تشدد الضغط عليهم لتظهر و كأنها مكرمة من رأس النظام."

 شوارع دمشق مطلية بعلم النظام 

أما عن شعار الحملة التي اختارها النظام السوري لإعادة انتخاب بشار الأسد فهي " انتخب الأسد لأجل البلد " .و يعمل النظام السوري على نشر صورٍ بمختلف الأحجام في شوارع العاصمة دمشق تدعو إلى اعادة انتخاب رأس النظام .

كما لجأ النظام إلى وضع منشورات داخل أكياس الخبز الموزعة من مطاحن الدولة تدعو المواطنين إلى المشاركة بالانتخابات و التصويت لبشار الأسد.  

وتطالب الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري أصحاب المحال التجارية في أسواق دمشق بمبالغ نقديه لطلاء واجهات محالهم بالعلم السوري. و قامت تلك الأجهزة بالتعدي بالضرب على كل من رفض دفع المبلغ المطلوب ووصلت  الاعتداءات في بعض الأحيان إلى تكسير واجهات المحال التجارية كما حصل في منطقة البحصة .

كما لاحظ سكان مدينة دمشق تجول العديد من السيارات الأمنية و عليها مكبرات صوت ضخمة وتبث أغاني تؤيد النظام وبشار الأسد إضافة للأغاني الطائفية الشيعية. علماً أن تلك الظاهرة منتشرة منذ أشهر إلا انه في الآونة الأخيرة زاد انتشارها .

يذكر أن كثيراً من دول العالم اعتبرت مسعى النظام لإجراء انتخاب سوري متجاهلا الدماء التي سالت في سوريا بالمهزلة ، وجددت تلك الدول مطالبها النظام السوري و على رأسه بشار الأسد بالتنحي على الحكم .

المكتب الاعلامي