دمشق تتألق وريفها يئن: سردية الجمال والوجع
2025-01-14
دمشق، تلك المدينة التي طالما تغنى بها الشعراء وأدهشت العالم بجمالها، تزهو اليوم بفعالياتها وأماكنها المشرقة. من قهوة الروضة إلى مطاعمها الفاخرة، تنبض الحياة في قلب المدينة، لكن على بعد دقائق معدودة منها فقط، هناك قصة مختلفة تمامًا.
مدن وبلدات الريف الدمشقي، كدوما وبلدات الغوطة الشرقية وداريا، وأحياء دمشقية مثل جوبر والقابون، تعيش واقعًا مأساويًا. ركام المنازل، مشافٍ مدمرة، بنى تحتية مهترئة، وأرواح أنهكها الحصار والحرب. هذه المناطق، التي كانت نابضة بالحياة، أصبحت اليوم شاهدة على الألم والصمود.
الكثير من أهل هذه المناطق ما زالوا مهجرين، يعيشون في الشمال السوري أو في المنافي، عاجزين عن العودة بسبب تكاليف الانتقال أو لأن بيوتهم باتت أطلالًا. وفي الوقت نفسه، نتابع بألم أولئك "الناشطين" الذين يتجولون في دمشق كالسياح، يكتشفون جمال المدينة ويتجاهلون حقيقة أن خمس دقائق بالسيارة كانت كافية لتظهر لهم الوجه الآخر.
ما يزيد الجرح ألمًا أن ترى "المكوعين"، أولئك الذين كانوا بالأمس يسبحون بحمد النظام، وقد تحولوا اليوم إلى محاضرين في الوطنية. هذا الواقع ليس فقط قاسيًا، بل يتركنا نتساءل عن مسؤوليتنا تجاه مدننا وأهلها.
دمشق جميلة، لكن طوقها الريفي المنهك يستحق أن يكون جزءًا من الحكاية. إعادة الحياة إلى هذه المناطق هو واجب أخلاقي وإنساني؛ فهو ليس مجرد بناء للحجر، بل جبر للقلوب التي أنهكتها الحرب.
- SYRCU
- فعالية الانتخابات الشرعية
- تسجيل شكوى
- الانتساب للاتحاد
- النظام الداخلي
- اتصل بالاتحاد
في صفحات موقعنا
أكثر المواضيع تفاعلا