إعادة الإعمار تضع الدمشقيين على عتبات التشرّد !

2015-08-28

من لم يطاله القصف و الحصار شرّدته إعادة الإعمار !! هذا هو حال أهالي حيّ المزّة غرب العاصمة دمشق حيث تسلّمت مئات العوائل في بساتين المزّة خلف السفارة الإيرانية و مشفى الرازي ابتداءً من تاريخ 13/6/2015 إنذاراً من محافظ دمشق بشر الصبّان عن طريق عناصر فرع الأمن العسكري 215 سيء السمعة بوجوب إخلاء الأبنية التي يقطنوها و تسليمها لمحافظة دمشق أصولاً خلال مدة أقصاها شهرين غير قابلة للتمديد , علماً بأنّ محافظة دمشق ستباشر هدم المنازل فور انقضاء المهلة الممنوحة دون أن تتحمّل أي مسؤولية عن الأضرار التي ستلحق بالأهالي في حال عدم الإخلاء .

و ليست المنطقة المذكورة سوى واحدة من مناطق عدّة شملها المرسوم الجمهوري رقم 66 لعام 2012 القاضي " بإحداث منطقتين تنظيميتين في نطاق محافظة دمشق " .
المنطقة الأولى : جنوب شرق المزّة في المنطقتين العقاريتين مزّة كفرسوسة
المنطقة الثانية : جنوب المتحلق الجنوبي من المناطق العقارية مزة كفرسوسة قنوات بساتين داريا قدم لتصبح مئات العوائل الدمشقيّة عرضةً للتشرد .
لكن أبى أهالي حيّ المزّة التخلي عن منازلهم عداك عن رفض البعض منهم تسلّم الإنذارات ليستلمها مختار الحي و يعلّقها على لائحة ضمن مكتبه واضعاً الأهالي تحت الأمر الواقع .

يوم أمس الموافق لـِ 27/8/2015 توجهّت قوى أمنية تابعة لفرع الأمن العسكري 215 و أخرى تابعة لجيش النظام على رأسها عقيد و عميد برفقة محافظ المدينة مصطحبةً جرافات لهدم منازل سكان شارع جامع المصطفى في منطقة المزة بساتين وسط اعتصام لأهالي الحي لمنع تقدّم الجرافات من جهة المتحلّق الجنوبي حيث اعتدت القوى الأمنية و قوى الجيش على المعتصمين بالضرب بغية تفريقهم و بعدها فرضت طوقاً أمنياً حول المنطقة ليتجه مباشرة بعض العناصر إلى المنازل المراد هدمها و يقومون بإخلائها بالقوة من قاطنيها و تحت تهديد السلاح ...
و ما لبثت بعد ذلك الآليات إلا و باشرت بهدم المنازل فهدمت منزلاً واحداً بشكل كامل كان خالياً من الأثاث و اخترقت جدران عشرة منازل أخرى كانت تحتوي أثاث لتصبح هذه المنازل غير قابلة للسكن و من ثمّ انسحبت القوى الأمنية و قوى الجيش من المنطقة متوعدةً الأهالي بالعودة لاستكمال عملية الهدم .

لتلاقي 12 ألف عائلة تقريباً من سكان حي المزة مصيراً مجهولاً تحت وطأة بطش النظام الذي لم يقدّم لهم أي تعويض أو سكن بديل يقيهم حرّ الصيف و برد الشتاء في ظلّ نزاع مسلّح تعاني منه البلاد , ظروف معيشية تصعب على الوصف و اكتظاظ العاصمة بنازحي المناطق المنكوبة .


    تصـويت الموقع

    ماهو الدور الذي مازال يطلبه الشعب السوري اليوم من المجتمع الدولي
  • الاعتراف الحقيقي بالثورة السورية
  • المساعدة المدنية و اللوجستية
  • التدخل العسكري
  • رفع الغطاء عن نظام الأسد

    اشترك بالنشرة البريدية