الشهيدة مها عرفات

2013-01-20

هي أنثى تماماً مثلنا لكنها لا تشبهنا، أنثى شَرَّفت جيلاً كاملاً من النساء.
في عينيها تتقدُ نارٌ من العزيمة كافيه لتُشعلَ عزائم أهلِ الأرض جميعاً لو كان فيهم نخوة.
ففي الوقت الذي كان فيه أشباهُ الرجال مختبئين في جحورهم، كانت هي تحاول أن تنزِعَ الألم وتُحْسِنَ النية بالوحوش الغادرة.كي تؤدي رسالتها الأسمى في الوجود هي أمٌ من القطع النادر تعمل ممرضة ولديها ثلاثة أطفال صبي وابنتان

أقدمت على المجهول وخاطرت بحياتها من أجل غيرها محتسبةً الأجر من الله فقط ...
في يوم 9/12/2011 رأت في منطقة الضمير حيث تقطن طفلاً اسمهُ عبد الرحمن الكيلاني عمره يقارب الخامسة عشرة مصاباً بعيار ناري ينزف ويتألم فهفا قلبها المليء بالحنان والرأفة وطلبت من أخيها بلال وجيرانها المساعدة لنقله إلى المشفى

وفعلاً ركبوا في السيارة وتوجهوا إلى المشفى وفي الطريق رأت جندياً مصاباً فلم يطاوعها قلبها الطيب بتركه مرمياً في الطريق، وهي الأم والممرضة التي أولى مهامها إسعاف الناس فحملته معها إلى المشفى؛ وفي الطريق مرَّت على حاجزٍ للأمن وأرادت استثارة رحمتهم ظناً منها أنهم اذا علموا أنَّ معها طفلاً مصاباً سيسهلون لها المرور ولكن الذي حصل خالف كل التوقعات فقد منعوها من المرور موجهين لها تهمة نقل ارهابيين في سيارتها وعبثاً حاولت أن تشرح لهم أن القانون سيحاسبهم اذا كانوا مخطئين ولكن الأولى إسعافهم فهذا واجب لأنهم بحالة خطرة.
سألوها عن السائق، فأجابت أنه أخوها، وبكل مكرٍ وحقد أطلقوا النار عليه وقتلوه مباشرةً فصُعقت مها ووقفت في وجههم تنادي وتستغيث وتتساءل لماذا!! فأجابوها بقتل جاريها أيضاً فبدأت بالصراخ وتوجيه الشتائم لهذا النظام الهمجي الغادر الذي يقتل الجرحى والاطفال والأبرياء وهي تتحرك يمنة ويسرة علَّ شخصاً ما يأتي فيساعدها فالموقف كان خارج حدود التحمل والتصور.
وبدأت تقوم بمحاولة يائسة للوقوف بوجههم كي تحمي الطفل والجندي المصاب فرد عليها الامن بقتل الطفل والجندي بكل برود وبدون تفكير وقبل أن تستوعب ما حصل أطلق عليها أحد رجال الأمن رصاصة استقرت في الخاصرة ثم طلقة أخرى في الرأس فوقعت أرضاً مغشياً عليها وفيما بعد تم نقلها إلى المشفى حيث بقيت في مشفى دوما حتى فارقت الحياة في جمعة اضراب الكرامة في تاريخ 3-1-2012 

وكعادته الاعلام السوري يجر أذيال خيبته ويُظهر الشهيدة مها عرفات ضحية عصابات مسلحة قامت بقتلها،
ظناً منهم أنهم يستطيعون طمس نور الحقيقة بكذبهم وغبائهم ولكن من يعرفون الحقيقة ويُحكمون العقل يعلمون أن هذه المسرحيات السخيفة لن تمرَّ بهذه السهولة وأن كل مكرهم مفضوح تماماً كإجرامهم
فللباطل ساعة يصول ويجول فيها كما يشاء أما الحق فهو باقٍ حتى قيام الساعة...
فلتهنئِ بالشرف العظيم الذي دفعتِ ثمنه غالياً، ولتسمو روحكِ وتصبح شعلةً تُوقِـدُ في عزائمنا إصراراً لا يموت.
طوبى لك الجنة وحسنُ مآب بإذن الله

    تصـويت الموقع

    ماهو الدور الذي مازال يطلبه الشعب السوري اليوم من المجتمع الدولي
  • الاعتراف الحقيقي بالثورة السورية
  • المساعدة المدنية و اللوجستية
  • التدخل العسكري
  • رفع الغطاء عن نظام الأسد

    اشترك بالنشرة البريدية