قصص من قلب المعركة - شجاعة نادرة .. !!

2013-09-02

شجاعة نادرة جداً جداً ، وسرعة بديهة مذهلة - قصة ولا أروع ..!

كان شباب أحد الألوية الدمشقية في طريقهم إلى خارج الغوطة في مهمة صعبة ، فقد جاء طلب المؤازرة من إخوةٍ لهم ، واستنفروا لمؤازرتهم .. استلزم الطريق الخطر جداً في عمق الغوطة وجود (دليل) يقود الطريق ، وكشاف يستطلع الطريق ، وأفراد حماية .. ولكن صعوبة المهمة ، وقلة الأفراد ووعورة الطريق ، جعلت المهمة تقتصر هذه المرة على دليل للطريق فقط ، وعناصر المهمة فقط ، بمن فيهم قائد اللواء .. وكان معهم سيارة فيها كم كبير من الذخيرة في طريقها لمكان المعركة .. صمت مطبق ، وقلوب تخفق ، وعيون ترقب بحذر . لا شيء يدعو للكلام ..! سيارة الدليل تمشي في المقدمة ، فيما باقي السيارات ، وسيارة الذخيرة ، من خلفها .. ابتسم الدليل وهو يتكلم بأول كلمة منذ ساعات : - هي قرية شيعية ..!! ونظر إلى يساره حيث تبدو القرية في العمق بين الأشجار .. فرد عليه الشاب المجاهد : - انتبه ليكون عاملين حاجز ..! لم يكمل المجاهد كلمته إلا ورشقات الرشاش بدأت تنهمر عليهم من الأمام .. فارق زمني بسيط بين إطلاق الرصاصات وبين ارتاطمها في بدن السيارة ، في هذا الفارق كان المجاهدون قد شهروا أسلحتهم وردوا على إطلاق النار ، وبدأت المعركة ...!! كان القتال حامياً ، وبدا من الطرفين شراسة شديدة في القتال .. فهؤلاء يريدون وقف تقدم المجاهدين وسرقة ما لديهم من ذخيرة يبدو جلياً ان السيارات الكبيرة تغص بها .. وهؤلاء يريدون متابعة تقدمهم وحماية ذخيرتهم ، للوصول إلى جبهة القتال الأخرى مع الجيش ، ولمؤازرة إخوانهم .. سيارة الدليل كانت في المقدمة ، والأقرب إلى العدو .. ولم أكن لأصدق ما حصل لولا أنني سمعتها من الدليل شخصياً : كان من الواضح جداً أنَّ هذا الحاجز الذي أقامه هؤلاء منيعاً جداً ، وفي مكان استراتيجي من الصعب تجاوزه .. ومن المستحيل أن نرجع ونخذل إخواننا ونحن قد نهضنا نلبي نداءهم .. ولذلك لابدَّ من حلٍّ سريع وعاجل في هذه الثواني القليلة .. كان عليَّ أن أفكر ، وأنا أقاتل ، وأتصرّف بسرعة .. والرصاص ينهمر علي ، وأنا في المقدمة ... في أجزاء من الثانية تركت بندقيتي ، وأمسكت المقود من جديد ، واستدرت يساراً باتجاه القرية الشيعية ..! وخلفت من ورائي غباراً كثيفاً لشدة السرعة .. كان فرار الدليل صدمة كبيرة للمجاهدين .. فما قطب قائد اللواء حاجبيه مستغرباً : ماذا يريد من الذهاب إلى عمق القرية ؟؟؟

جاءه الجواب سريعاً ، عندما توقف الرصاص من الجهة المقابلة ، وانسحب أفراد الحاجز ..! كان مظهر سيارة (بيك آب) كبيرة وهي تقتحم القرية مرعباً بالنسبة لأفراد الحاجز ، وهم يرون قريتهم في خطر ، مما جعلهم يتركون ساحة المعركة ويدخلون القرية لحمايتها من سيارة مليئة بالذخيرة والمقاتلين .. كانت في الحقيقة لا يوجد بها إلا الدليل ومرافقه وسلاح فردي فقط ..! خلال لحظات كان المجاهدون في مكان الحاجز ، يقومون بالتغطية على الدليل بوابل كثيف من النيران .. حتى انسحب من القرية ، وانضم إليهم .. وتابعت القافلة مسيرها إلى أرض المعركة ، دون أن يخسروا مجاهداً واحداً ..!! سألت الدليل كيف خطرت بذهنك هذه الفكرة ، وكيف توقعت أنهم سيتبعوك ويتركوا الاشتباك .. تبسم وقال : ما حصل معي في جزء من الثانية سأحتاج لأيام طويلة لشرحه لك .. ولكن شيء واحد لم يخطر في ذهني مما حصل : أن أرجع سالماً إلى الشباب ونتابع طريقنا .. فقد نطقت بالشهادة عدة مرات موقناً أني لن أرجع .. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .. لم أتركه حتى أعرف ما الذي دار في ذهنه بهذه الثانية .. فاستغرق ذلك الليل كله وهو يتكلم ..!!

إبراهيم كوكي

    تصـويت الموقع

    ماهو الدور الذي مازال يطلبه الشعب السوري اليوم من المجتمع الدولي
  • الاعتراف الحقيقي بالثورة السورية
  • المساعدة المدنية و اللوجستية
  • التدخل العسكري
  • رفع الغطاء عن نظام الأسد

    اشترك بالنشرة البريدية