أهالي جنوب العاصمة بين حصار النظام و تجار الدم !

2014-07-03

شهدت أسواق المنطقة الجنوبية من العاصمة دمشق انعداماً في المواد الغذائية بعد قيام التجار المتواجدين في المنطقة  بسحب  جميع المواد الغذائية المتواجدة في الاسواق تزامناً مع قدوم شهر رمضان المبارك . كما شهدت الأسواق ارتفاعا كبيراً في الأسعار وصل إلى "ألف و ثمانمئة"  ليرةٍ سوريةٍ لكيلو الأرز الواحد بعد أن انخفض في وقت سابق من العام الحالي إلى ثلاثمئة و خمسين ليرة سورية. 

ما قام به التجار قابله المدنيين في المنطقة بالاستهجان و الانصراف عن شراء تلك المواد في عجزهم عن الشراء  و عدم  وجود قوةٍ رادعةٍ من قبل الجهات المسؤولة عن المنطقة و الممثلة بكتائب الجيش الحر والهيئات الشرعية لضبط الأسعار و الحد من تلك التصرفات التي يمارسها التجار بحق المدنيين . 
"أبو جاد" أحد الناشطين الإعلاميين في المنطقة الجنوبية قال في لقاء مع موقع " اتحاد تنسيقيات الثورة " أن الأهالي توجهوا في اليوم الأول من رمضان لشراء المستلزمات الأساسية لوجبة الفطور إلا انهم تفاجئوا بعدم توفر المواد الغذائية في السوق و ارتفاع أسعارها إلى ست أضعافٍ. 
و أضاف :" لم تستطع غالبية العائلات في المنطقة الجنوبية  الحصول على وجبة فطورها في اليوم الأول من رمضان نتيجة تلك التصرفات وحاولوا تعويض ذلك عن طريق الوجبات الغذائية التي تعمل المؤسسات الإغاثية العاملة في المنطقة على توزيعها منذ فترة ." 
ووصف الناشط تلك التصرفات بـ" غير المسؤولة " و قارن بينها و بين الحصار الذي يفرضه النظام و المليشيات المؤيدة له على المنطقة منذ أكثر من عام بقوله :" لا فرق بين من يحاصر المنطقة من الخارج و من يحتكر المواد الغذائية و يمنعها عن المدنيين من الداخل . كلاهما شريك في جريمة المجاعة الحاصلة في المنطقة و التي بدأت بوادرها تعود من جديد في ظل توقف توزيع المعونات الغذائية من قبل "الانروا" منذ أكثر من شهرٍ و نفاذ المخزون الذي كان بحوزة المدنيين ." 
و يشير الناشط إلى أن كتائب المعارضة المسلحة المتواجدة في المنطقة لم تحرك ساكناً أمام ما يحدث من استغلالٍ بحق المدنيين علماً أنها المسؤولة عن المنطقة من الناحية الإدارية و الأمنية . و يرى الناشط أن سبب تخاذل كتائب المعارضة من القيام بواجبها نتيجة خشيتهم من وقوع صدام مسلح بين التجار الذي هم في الغالب من قادة الكتائب أو من الشخصيات صاحبة النفوذ في المنطقة . 
و أضاف :"كتائب الثوار في المنطقة الجنوبية نأت بنفسها عما يحدث في المنطقة و اتخذت ذات الموقف الذي اتخذته في السابق عندما مرّت المنطقة قبل عدة أشهر بكارثة إنسانية تجاوزت خلالها أسعار المواد الغذائية الثلاثة عشر ألف ليرة سورية . " 
و أشار الناشط إلى أن المدنيين أطلقوا عدة نداءات طالبوا فيها الجيش الحر و الهيئات الشرعية و الرقابية المتواجدة في "ببيلا و بيت سحم و يلدا " من التدخل ووضع حد لممارسات التجار في تلك المناطق إلا ان أياً من تلك النداءات لم يتم الاستجابة لها . 
وأنهى الناشط لقاءه مع موقع اتحاد تنسيقيات الثورة السورية بقوله :" الوضع في المنطقة الجنوبية ينذر بكارثة إنسانية جديدة . التيار المائي مقطوع بشكل شبه كامل عن المنطقة الجنوبية منذ اكثر من شهر ، إضافة إلى توقف توزيع المساعدات الغذائية على المدنيين منذ فترة طويلة و هذا ما يعني أن شبح المجاعة الذي فارق  المنطقة لعدة أشهر يمكن أن يجد طريقه مرة أخرى حاصداً أرواح العديد من المدنيين !" 
يذكر أن المنطقة الجنوبية من العاصمة دمشق تخضع لحصار كامل من قبل النظام السوري و عناصر القيادة العامة و تنظيم " حالش " اللبناني منذ أكثر من عام و نصف ما أدى إلى استشهاد أكثر من مئة و ستين شخصاً من الجوع . 
علماً ان تجار الأزمة خلال فترة الحصار كان لهم دوراً كبيراً في زيادة حدة الحصار على المدنيين من خلال احتكار المواد الغذائية و عرضها في كميات قليلة مقابل أسعار تجاوزت المئة دولار لكيلو الرز الواحد . 

 

المكتب الاعلامي

    تصـويت الموقع

    ماهو الدور الذي مازال يطلبه الشعب السوري اليوم من المجتمع الدولي
  • الاعتراف الحقيقي بالثورة السورية
  • المساعدة المدنية و اللوجستية
  • التدخل العسكري
  • رفع الغطاء عن نظام الأسد

    اشترك بالنشرة البريدية