شلال الحياة مستمر رغم كل اعتراضات الصخور

2014-11-17

هكذا يقول لسان حال السوريين ، وعلى وجه الخصوص ثوارهم ، بل هكذا تقول شوارع سورية حين تحتضن أنقاض المباني وأشلاء البشر ، ليهب من بقي على قيد الحياة من أبنائها يزيل من الأنقاض والأشلاء ما لكل حجر منه قصة ، ولكل شلو ٍ منه في القلب غصة . 

لكأنهم يقولون دائماً لكل من يفارقهم ؛ لأجلك لن نسمح للحياة أن تتوقف .

تلك قصة ابتدعها السوريون ، حين ابتدعوا " الجنائز العرائسية " فهم يتحلقون حول شهيدهم لا ليبكوه ولكن ليقولوا له سنمضي في طريق حريتنا ، وقودنا دماؤكم .

إن كان هذا حال السوريين في جنائزهم ، فما بالنا بأعراسهم ..

فلا صوت الرصاص يثنيهم ،ولا دوي المدافع يرهبهم ، ولا هدير الطائرات ينال من فرحتهم ، ولا حتى الموت يوقفهم ..

يوسف البستاني وهو واحد من أبرز الوجوه الإعلامية في غوطة دمشق الشرقية ، شهده العالم وتابعه مصوراً ميدانياً ، ومراسلاً صحفياً ، ومعلقاً بارزاً ، ومتحدثاً باسم اتحاد تنسيقيات الثورة من قلب ربيع الثورة " الشامي " .

لم يثنيه إخلاصه وتفانيه في العمل كمدير للمكتب الإعلامي لاتحاد تنسيقيات الثورة عن حلمه في الاستقرار والدخول في قفص الزوجية . كما لم تثنيه أيام خطوبته " أحلى أيام العمر " عن متابعة كل كبيرة وصغيرة في الغوطة الشماء .

فمن دوما إلى مسرابا إلى عربين إلى حرستا إلى كفر بطنا إلى المليحة ، طائر حر يحمل في يديه كاميرا وبضع حفنات من الأمل ، ليعود في المساء يهديها إلى خطيبته عربون وفاء وأشلاء حلم في غد أجمل .

اليوم هو يحملها في يديه مهراً يضعه في شمال خطيبته ، ويقبل يمينها ، معلناً يوم زواجه وفرحته ، من بين أنقاض المباني وأشلاء أحلام من ودعهم وودعوه .

هي قصة السوريين المتجددة ، قصة أفراحهم وأحلامهم و آمالهم وآلامهم .

لم تبدأ بيوسف ، ولن تنتهي عند يوسف . ولكنها ستستمر إلى أن يعود قاسيون ناصية دمشق الغراء ملكاً لكل السوريين .

عندها فقط سيكون للفرحة الكبرى في قلب يوسف وخطيبته ، وفي قلب كل يوسف سوري طعماً لا يعرفه من لم يعرف كيف تولد الفرحة من صميم الألم .

بالخير واليمن والأبناء والبركه

يا خير بيتين قامت بينهم شركه

سارية الفراتي

    تصـويت الموقع

    ماهو الدور الذي مازال يطلبه الشعب السوري اليوم من المجتمع الدولي
  • الاعتراف الحقيقي بالثورة السورية
  • المساعدة المدنية و اللوجستية
  • التدخل العسكري
  • رفع الغطاء عن نظام الأسد

    اشترك بالنشرة البريدية