مبادرة الخطيب بين مؤيد ومعارض

2013-02-18


هو رجل تجاوز منتصف العمر لاتنقصه الشجاعة ولا الحنكة ولا الاطلاع على مجريات الثورة, هو رجل خرج من رحم الثورة عاش سلم النظام وحربه عارضه قبل الثورة وخلالها سجن وتظاهر, رجل هدفه اصلاح المجتمع مثله كمثل علماء المسلمين واجبه كواجب جميع المعارضين السير على خطا الثورة بخط يطابق اساسيات الثورة ومطالبها, الى ان فرض الاسد لغة السلاح فردينا عليه بلغة السلاح والسياسة. اما السلاح فخاضها جيشنا الحر وكتائب الثوار وطريقها واضح ونهايته معروفة انتصار ساحق يرمي بالطغاة الى مزبلة التاريخ مهما طال الزمن ولكن لانستطيع ان ننكر ان الثمن غالي ندفعه من دم ابطالنا وكلما طالت المدة كبر الثمن, هذا مافهمه الشق السياسي للمعارضة ومن هذه المعطيات انبثقت مبادرة السيد الخطيب الأخيرة والتي طالب فيها بإخراج 160 ألف معتقل وبتجديد جوازات سفر المهجرين في خارج سوريا لسنتين على الأقل لبدء تفاوض على تسليم السلطة .
هذه المبادرة التي اصطدمت بالمعارضين لها من الداخل والخارج .. كما لاقت المؤيدين لها من كلا الطرفين .ولاكن لماذا تضاربت الاراء هل لانها سحبت البساط من تحت اقدام البعض ام لانها فاجئت وصدمت الكثيرين ام لاننا لم نعد نثق بالاخر ونتهمه بالتخاذل والخيانة لمجرد انه سلك طريق غير طريقنا رغم انه يصب في مصلحة الثورة ام.. وام ..وام ؟؟؟اسباب كثير تداولها المعارضين والنشطاء ولاكننا باتحاد التنسيقيات لنا منظورنا المختلف من هذه المبادرة نعم لم يكن على السيد معاذ أن يصف مبادرته بالشخصية أو يعلنها دون مشاورة أعضاء الائتلاف للموافقة عليها أولا . رغم قوله (( قالوا لي إن السياسيين لا يتصرفون هكذا
أنا أسامحهم لأني مجرد ثائر .
إنه مخطئ من يظن أني لم أستشير أحداً استشرت مئات الألوف من شعبنا المنكوب الجريح .. أشخاصا عقلاء .. مجاهدين وضعوا أرواحهم على أكفهم .. أماً فقدت أولادها في السجن .)) نقولها لك انت في موضع لا يحتمل مبادرات شخصية أو مقابلات ستحسب على ممثل الثورة وليس على شخصه هو .. كما أن في الائتلاف مكتبا سياسياً تجب مشاورته والعمل معه وذلك حتى لا نصل إلى انشقاق أو اختلاف ينعكس سلباً على الأجواء الداخلية والخارجية .نحن لا ننكر وجودنا ضمن منظومة دولية كاملة تؤثر وتتأثر بما يحصل عندنا , وهي لن تتركنا نحصل على نصرنا , بل ستحاول الابقاء على الأسد أو إطالة أمد الصراع الدامي والمعاناة العظيمة وتهديم البنى التحتية لبلدنا طالما أن معارضتنا لم تفرز من يستطيع التعامل مع تسلطها بدهاء وحنكة لإقناعهم بالتخلي عن الخادم الأمين لهم والرضوخ لانتصارات الثوار .لن ينكر متابع للأحداث بأن المبادرة قد حركت ركود المجتمع الدولي تجاه الوضع وأعادت الخبر السوري إلى الموقع الأول بعد أن تراجع إلى الموقع الثاني والثالث كما نقلت المعارضة من موقع المتفاعل في الأحداث إلى موقع الفاعل والمؤثر فيها .كما أحرجت النظام وأنصاره وأصدقاءه الروس الذين طالما رددوا أنهم ليسوا متمسكين بالأسد ولكنهم مع حوار سوري سوري من دون تدخل خارجي. كما انها اجبرت المجتمع الدولي ان يتخلى عن وصف المعارضة بالارهاب ولو لفترة وجيزة كلنا سمعنا تتالي تصريحات المجتمع الدولي حول جبهة النصرة ووسمها بالارهاب رغم انهم دعموا القاتل بالمال والسلاح وغض الطرف وبهذا فقد أصبح النظام ومؤيدوه وخاصة الروس منهم بين فكي كماشة , فرفضها يعني دفع الدول الصديقة للشعب السوري إلى التفكير بالتسليح .. وقبولها يعني تعرية كذب النظام حول أعداد المعتقلين مما قد يؤدي إلى إرسال لجنة تقصي حقائق .. وبهذا لم يكن على السيد الخطيب طرح مبادرة كاملة بل كانت مجرد المبادئ كافية لنيل المراد .
كان الخطاب في هذه المبادرة موجهاً للمجتمع الدولي أكثر منه للنظام , عند المطالبة بالمعتقلين وتمديد الجوازات للمهجرين .
(( فإن لم يقبل النظام بهذا فسنطالب بتدخل المجتمع الدولي وإن لم يتدخل فنطالبه بأقل ما يمكن وهو التشويش على الطائرات الأسدية التي تقصف شعبنا )) حسبما جاء على لسان السيد معاذ وذلك لكشف الوجه الكاذب لهذا المجتمع بأي حسن نية لديه تجاهنا فإما مد يد العون الحقيقية لنا أو ترك الأسد دون أي دعم ليواجه مصيره المحتوم على يد ثوارنا .وأخيراً فمن الممكن أن تكون هذه المبادرة من باب السعي للمسير في حل سياسي وإقناع الدول الصديقة والداعمة بانفتاحنا على حل كهذا يستند على قاعدة رحيل الأسد ونظامه وإن الخطوة الأولى لكل ذلك تعتمد على تغيير موازين القوى على الأرض عبر السماح بتسليح الجيش السوري الحر بسلاح نوعي يؤهله لكسب هذه المعركة .وكما قال رئيس المجلس الوطني السيد جورج صبرة (( التطورات الميدانية والانتصارات التي يحققها الجيش الحر والثوار هي التي سترسم الحل والخلاص للأزمة ))
وما تحديد وقت لقبول أو رفض هذه المبادرة إلا ترسيخ لهذا الطرح وتأكيد للمجتمع الدولي وللنظام بأننا الآن قوة فاعلة على الأرض لا نستجدي الحلول ولكن بإمكاننا طرحها كما يمكننا رفضها إذا لم ترسخ مطالبنا وحقوقنا ونصرنا قادم لا محالة على ايد ثوارنا او معارضينا.
لجنة الإرشاد السياسي - اتحاد تنسيقيات الثورة السورية .

المكتب السياسي

    تصـويت الموقع

    ماهو الدور الذي مازال يطلبه الشعب السوري اليوم من المجتمع الدولي
  • الاعتراف الحقيقي بالثورة السورية
  • المساعدة المدنية و اللوجستية
  • التدخل العسكري
  • رفع الغطاء عن نظام الأسد

    اشترك بالنشرة البريدية