في سوريا نخوض ثورة شعبية ليست حرباً أهلية

2014-04-29

تهدف الثورة للحرية والعدالة ولا تستهدف طيفاً من المجتمع السوري , و إن بعض الممارسات المحدودة لجماعات دخيلة تم تقويضها وثبت في أكثر من مرة تورط النظام الحاكم في تأجيج تلك الخلافات لنخر الثورة و تحويلها لنزاع ديني  أو طائفي يتيح له وسم الثوار المقاتلين بالإرهاب و استخدام سلاح الدولة ضدهم بكل أشكاله بما فيه السلاح الكيماوي.

انتهجت الثورة السلمية و المظاهرات والفعاليات المدنية أسلوبا لتحقيق أهدافها وظلت طوال عام كذلك إلى أن اضطر  أفراداً شرفاء من الجيش الإنشقاق عن النظام والإلتحاق بصفوف الشعب , شكلوا بعدها ما يعرف بالجيش الحر للدفاع عن المدنيين بعد أن استخدم النظام أسلوب العقاب الجماعي للمناطق التي تبرز في الثورة فارتكب المجازر وتاريخ الثورة حافل بها و بتوثيقاتها حيث قتل الشبان العزل في شوارع أحيائهم بدون محاكمات و أمام أهاليهم .

في الوقت الذي كان ذنب هؤلاء أنهم ثوار منهم من كان يهتف و ينشد فاقتلعت حنجرته حياً لأنه هتف ضد العائلة الحاكمة منذ عقود والتي شهد باستبدادها العالم أجمع , وتكسرت أصابع الفنانين و طوردوا و منهم من نال جوائز عالمية لم تشفع له أمام إجرام و دموية أجهزة الاستخبارات القمعية.

افتعل النظام الفوضى و حاول جاهداً افتعال حرب أهلية لولا وعي و إخلاص الثوار لقضيتهم الوطنية النبيلة حتى أن بعضهم بات يحارب النظام وخلاياه المخترقة للثورة معاً مثل ما يسمى ( تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) الذي أيقن الثوار اصطناعه من قبل النظام و استخبارات إيران الحليفة له فبات قتالهم ضرورة لإبعادهم و تحييدهم وهو ما يستمر حتى الآن .
إن ما سعت إليه الثورة هو التغيير نحو مجتمع حر تسوده العدالة و لم يتم حمل السلاح إلا للمضي قدما في هذا التغيير و تحقيقه و حماية المدنيين من مجرم رفض القبول بمطالب شعبه ولو بثمن تدمير البلاد و قتل الألاف .
وإن كان من حرب اليوم فهي بين قوات نظامية مسلحة بكل أنواع السلاح و أثقله و أفراد و مجموعات الثورة الشعبية المنتشرة في سوريا أجمع .

إن الخروقات التي حدثت في مسيرة الثورة ذات الطابع الشعبي لم تكن إلا حوادث معدودة روج لها بشكل فظيع حلفاء النظام وماكينته الإعلامية التي هي نفسها تغطي على إرهاب ممنهج يمارسه النظام ضد المواطنين ليحافظ على بقية من الناس تتحمل العيش بالكاد في ظروف الرعب و الجوع التي ساقها إلى البلاد بتشبثه في السلطة ورفض إرادة السوريين .

في الظروف الراهنة ما تزال مطالب التغيير عينها حية في نفوس كل السوريين من التحقوا بالثورة جهراً ومن ما يزالون يعيشون خلف جدران الرعب في قلعة الديكتاتور يضطرون لمناصرته و مسايرة أجهزته الأمنية للحفاظ على حياة أبنائهم.
إن إعلاء المصالح لبعض الدول الإقليمية مثل إيران و روسيا أسفر عن إطالة عمر الثورة وزيادة خسائرها وتحولها للنضال المدني و العسكري في آن واحد.

مازال الثوار يعملون على إظهار قضيتهم و مجابهة النظام بكل السبل وما مقالتنا هذه إلا مثالاً كأحد أنشطة المكتب السياسي لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية هذه المنظمة التي أججت الحراك الثوري و عملت على تنظيمه طوال الثلاث سنوات فأبدعت في العام الأول و أردي أكثر من ثلث أعضائها بين قتيل و معتقل أو شريد في مناطق اللجوء .

نعلم أن ثورتنا ليست فريدة من نوعها شكلاً فقد شهد العالم ثورات عدة امتشق فيها الثوار سلاحاً يذودون به عن قضيتهم العادلة , إلا أن العالم بتاريخه الحاضر و القريب لم يشهد سلطة قمعية كنظام عائلة الأسد تقطع أوصال الأطفال و تغتصب النساء و الرجال و ترتكب المجازر أمام أعين العالم , وبالرغم من إيصالنا مئات ألوف الصور مازلنا نشعر بأننا في ثورة يتيمة , تخلى عنها إنسان القرن الواحد والعشرين , بل و هناك من ينظر لها نزاعاً أهلياً ..

إننا لا نعيش وحدنا في هذا الكوكب , لا بد أننا سنشترك في مستقبل يهمنا أن يكون أفضل و التحديات تدق أبواب الجميع .


المكتب السياسي

    تصـويت الموقع

    ماهو الدور الذي مازال يطلبه الشعب السوري اليوم من المجتمع الدولي
  • الاعتراف الحقيقي بالثورة السورية
  • المساعدة المدنية و اللوجستية
  • التدخل العسكري
  • رفع الغطاء عن نظام الأسد

    اشترك بالنشرة البريدية